الأحد، 17 نوفمبر 2024

هل كان البخاري شيعيا؟ (2)

 


"عبيد بن حنين يقول سمعت ابن عباس يقول كنت أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثت سنة فلم أجد له موضعا حتى خرجت معه حاجا فلما كنا بظهران ذهب عمر لحاجته فقال أدركني بالوضوء فأدركته بالإداوة فجعلت أسكب عليه الماء ورأيت موضعا فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا قال ابن عباس فما أتممت كلامي حتى قال عائشة وحفصة "

من أخطر ماأورده البخاري في صحيحه عن عائشة وحفصة والتي تنسف مفاد أي رواية أخرى في فضلهما ..

فالآيات الكريمة المتعلقة بها هذه الرواية شديدة اللهجة جدا بما لم يعهد مثله في الكتاب الكريم إلا في بعض موارد تهديد الكافرين .


فالآيات الكريمة تدل على :

أولا : أن الزوجتين خانتا رسول الله صلى الله عليه وآله بكشف السر والتظاهر والإتفاق على أذيته صلوات الله عليه وآله .

وفي هذا عصيان واضح للرسول صلى الله عليه وآله والبخاري يعلم علم اليقين  -وهو عالم الدين وحافظ الكتاب الكريم - بقول الله تعالى " وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ "

وقوله تعالى " وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا  "

وقوله تعالى " وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا"

وكذلك يعلم بقول الرسول صلى الله عليه وآله والذي أورده في صحيحه :

"  آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خا ن "


ثانيا : جهلهما بمقام النبي صلى الله عليه وآله حيث تسأله إحداهما " من انبأك هذا " 

وكأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الذي هو أكمل الأنبياء والرسل وأكمل خلقه طراً والذي أمّ جميع الرسل في معراجه للملكوت الأعلى أقل عند الله تعالى من الخضر سلام الله عليه ؟!


ثالثا : ان الله تعالى لم يرج لهما الرحمة بل قال تعالى " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " ولم يقل تعالى إن تتوبا فإن الله غفور رحيم وما شابه كما في غير هذا من مواطن ..

كما في قوله جل شأنه " فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ  إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " 

وقوله تعالى " وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ "

وفي الآية إخبار عن عدم رجوعهما للحق مرة أخرى .


رابعا :ان المثل الذي ضرب في آخر السورة المتعلق بزوجتي نبي الله نوح ونبي الله لوط كانتا هما المقصودتان به .. فإنهما كان يفشيان اسرار زوجيهما كما رواه الطبري في تفسيره عن ابن عباس رضوان الله عليه " قوله: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ) قال: كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، فكانت امرأة نوح تطلع على سرّ نوح، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به، فكان ذلك من أمرها؛ وأما امرأة لوط فكانت إذا ضاف لوطًا أحد خبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء (فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا )"


خامسا : ان هذه الآية الكريمة تدل دلالة قطعية على عدم دخول أزواج النبي صلى الله عليه وآله في آية التطهير كما زعموا ..

فالعصيان والخيانة لا يتناسبان والطهارة المطلقة من الرجس والتي دلت عليها آية التطهير .

هذا بعض ما دلت عليه الآيات الكريمات وهناك دلالات أخرى أعرضنا عن ذكرها وهناك  تفصيل في بعض ما ذكرناه لم نشأ تفصيله .


وقد كان البخاري في غنى عن ذكر هذه الرواية والتي تضرب قداستهما في الصميم .

بل وتجعلنا نشكك في أحاديثهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأن الأصل فيها عدم الصدور إلى أن يثبت خلاف ذلك .

لولم يكن شيعيا ما الذي يجبره على إيراد مثل هذه الروايات التي نالت أشد النيل من هاتين المرأتين !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق