ابن سينا الفيلسوف المعروف لا يكاد يذكر عنه شيئ في العرفان والسلوك الروحي
بالرغم من أن آخر كتبه التي كتبها ( الإشارات والتنبيهات ) ينبئ عن كونه سلك هذا السلوك بل وصل لمراحل عالية فيه .
فقد كتب في النمط التاسع " مقامات العارفين "
( من آثر العرفان للعرفان فقد قال بالثاني , ومن وجد العرفان كأنه لا يجده
بل يجد المعروف به فقد خاض لجة الوصول .. وهناك درجات ليست أقل من درجات
ماقبله , آثرنا فيها الإختصار ؛ فإنها لا يُفهمها الحديث ولا تشرحها
العبارة ولا يكشف المقال عنها غير الخيال
ومن أحب أن يتعرفها , فليتدرج إلى أن يصير من أهل المشاهدة دون المشافهة ومن الواصلين للعين دون السامعين للأثر )
في هذا النص تصريح واضح بأن هناك طريقا آخر غير البرهان وغير السلوك العقلي البحت وهو طريق الكشف والشهود وأداته السلوك الروحي وتهذيب النفس وتخليتها من الرذائل حتى يتأهل لمرحلة المشاهدة دون المشافهة .. وحتى يصل إلى مرحلة عين اليقين لا علم اليقين .
ويقول في نص آخر ( جل جناب الحق عن أن يكون شريعة لكل وارد أو يطلع عليه إلا واحد بعد واحد .. ولذلك فإن ما يشتمل عليه هذا الفن ضحكة للمغفل عبرة للمحصل
فمن سمعه فاشمأز منه فليتهم نفسه لعلها لا تناسبه وكل ميسر لما خلق له )
فمعرفة الله تعالى بهذا الطريق ( طريق العرفان والسير والسلوك الروحي ) تحتاج إلى مجاهدة وعناء لذا ليست ميسرة لكل أحد .. وهذا الطريق طريق الخواص من الناس لذا قد يسخر منه ومن أهله البعض لعدم أهلبته لذلك .
وفي النمط الرابع يذكر برهان الصديقين ويستشهد عليه بالآية الكريمة " أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد " ثم يعقب بقوله ( أقول : إن هذا حكم للصديقين الذين يستشهدون به لا عليه ) .
وهذا تطور ونضج كبير في البرهان عما كان مطروحا في النجاة أو المبدأ والمعاد
حيث هنا في صياغته المتطورة يشير إلى الفقر الذاتي الذي طوره بعد ذلك صدر المتألهين الشيرازي
واستشهد هنا بالقرآن الكريم وهو مالم يحدث في صياغاته الأخرى السابقة للبرهان
وفي النمط العاشر - الفصل التاسع يشير إلى " الحكمة المتعالية " التي تعالت عن الحكمة المشائية .. كما يوضح ذلك الحكيم الطوسي بقوله ( وإنما جعل هذه المسألة من الحكمة المتعالية لأن حكمة المشائين بحثية صرفة وهذه وأمثالها إنما تتم - مع البحث والنظر - بالكشف والذوق , فالحكمة المشتملة عليها متعالية بالقياس إلى الأولى )
ومن يراجع كتاباته الأخيرة يجد تطورا كبيرا في شخصيته المعرفية حيث يلاحظ أمرين هامين لم نعهدهما سابقا في كتاباته :
اولهما توجهه إلى القرآن الكريم والاستشهاد به بل تفسير بعض سوره وآياته
ثانيا اهتمامه بالسير والسلوك والمعرفة الالهية المعتمدة على المشاهدة والعيان
وهذا مالانجده لا في الشفاء على ضخامته ولا في النجاة ولافي غيرهما من كتبه
مما يدل دلالة واضحة أن ابن سينا في آخر عمره سلك نفس مسلك صدر المتألهين الشيرازي .. ولو قدر له أن يعمر أكثر من ذلك لظهرت على يديه الحكمة المتعالية ذاتها التي أرسى دعائهما وشيد بنيانها صدر المتألهين .. رحمهما الله جميعا
ومن أحب أن يتعرفها , فليتدرج إلى أن يصير من أهل المشاهدة دون المشافهة ومن الواصلين للعين دون السامعين للأثر )
في هذا النص تصريح واضح بأن هناك طريقا آخر غير البرهان وغير السلوك العقلي البحت وهو طريق الكشف والشهود وأداته السلوك الروحي وتهذيب النفس وتخليتها من الرذائل حتى يتأهل لمرحلة المشاهدة دون المشافهة .. وحتى يصل إلى مرحلة عين اليقين لا علم اليقين .
ويقول في نص آخر ( جل جناب الحق عن أن يكون شريعة لكل وارد أو يطلع عليه إلا واحد بعد واحد .. ولذلك فإن ما يشتمل عليه هذا الفن ضحكة للمغفل عبرة للمحصل
فمن سمعه فاشمأز منه فليتهم نفسه لعلها لا تناسبه وكل ميسر لما خلق له )
فمعرفة الله تعالى بهذا الطريق ( طريق العرفان والسير والسلوك الروحي ) تحتاج إلى مجاهدة وعناء لذا ليست ميسرة لكل أحد .. وهذا الطريق طريق الخواص من الناس لذا قد يسخر منه ومن أهله البعض لعدم أهلبته لذلك .
وفي النمط الرابع يذكر برهان الصديقين ويستشهد عليه بالآية الكريمة " أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد " ثم يعقب بقوله ( أقول : إن هذا حكم للصديقين الذين يستشهدون به لا عليه ) .
وهذا تطور ونضج كبير في البرهان عما كان مطروحا في النجاة أو المبدأ والمعاد
حيث هنا في صياغته المتطورة يشير إلى الفقر الذاتي الذي طوره بعد ذلك صدر المتألهين الشيرازي
واستشهد هنا بالقرآن الكريم وهو مالم يحدث في صياغاته الأخرى السابقة للبرهان
وفي النمط العاشر - الفصل التاسع يشير إلى " الحكمة المتعالية " التي تعالت عن الحكمة المشائية .. كما يوضح ذلك الحكيم الطوسي بقوله ( وإنما جعل هذه المسألة من الحكمة المتعالية لأن حكمة المشائين بحثية صرفة وهذه وأمثالها إنما تتم - مع البحث والنظر - بالكشف والذوق , فالحكمة المشتملة عليها متعالية بالقياس إلى الأولى )
ومن يراجع كتاباته الأخيرة يجد تطورا كبيرا في شخصيته المعرفية حيث يلاحظ أمرين هامين لم نعهدهما سابقا في كتاباته :
اولهما توجهه إلى القرآن الكريم والاستشهاد به بل تفسير بعض سوره وآياته
ثانيا اهتمامه بالسير والسلوك والمعرفة الالهية المعتمدة على المشاهدة والعيان
وهذا مالانجده لا في الشفاء على ضخامته ولا في النجاة ولافي غيرهما من كتبه
مما يدل دلالة واضحة أن ابن سينا في آخر عمره سلك نفس مسلك صدر المتألهين الشيرازي .. ولو قدر له أن يعمر أكثر من ذلك لظهرت على يديه الحكمة المتعالية ذاتها التي أرسى دعائهما وشيد بنيانها صدر المتألهين .. رحمهما الله جميعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق