الأحد، 17 نوفمبر 2024

هل كان البخاري شيعيا؟ (1)

 موقف البخاري من مظلومية السيدة الزهراء صلوات الله عليها 



أورد البخاري حديثا مهما جدا .. يثبت مظلومية السيدة الصديقة عليها السلام من جهة ويدين أعداءها أشد إدانة من جهة أخرى ..

وبما أن الرجل عالم فيعلم ما الذي يختاره ليثبت به الحق .

" فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَن أغْضَبَها أغْضَبَنِي " 
حديث قصير لكن دلالته عميقة 
الحديث الشريف يثبت عدة مسائل مهمة :
1- أنها جزء من الرسول صلى الله عليه وآله .. ليست جزءا ماديا فقط بل معنوي أيضا فهي صلوات الله عليها منه ماديا وروحيا فكما أنه صلوات الله عليه وآله نور فكذلك السيدة سلام الله عليها ..

2- كما أن الرسول صلى الله عليه وآله لا يغضب إلا في الحق فكذلك هي صلوات الله عليها لذا غضبها من غضب المصطفى صلى الله عليه وآله ويعني ذلك أن الذي يغضبها إنما يكون على باطل لأن غضبها حق دائما ولا تغضب إلا على باطل ومن باطل ..
وهذه نقطة جوهرية في الحديث الشريف .
فكل من أغضب السيدة عليها السلام فقطعا يكون على باطل وبما أن أبا بكر وعمر أغضباها فيكونا على باطل يقينا .
وفي هذا إشارة لتكذيب أبي بكر في حديثه الذي زعم أنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله ..
وهو دليل واضح على بطلان خلافته فخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله لا يكون كذّابا .
فمن يكذب على الرسول صلى الله عليه وآله كيف يأتمنه الناس على دينهم !!

لو لم يكن البخاري شيعيا لكان في غنى عن إيراد مثل هذا الحديث الذي يمثل خطورة على مثل هؤلاء الأصحاب .ويقصيهم تماما عن المقام الذي صنعه الناس لهم بل ولتأكيد هلاكهم بما فعلوا أورد الحديث التالي :
" فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بنْتُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حتَّى تُوُفِّيَتْ "
ليقطع اي احتمال قد يحاول البعض التبرع به من أن السيدة عليها السلام رضيت عنه قبل استشهادها .. 
فاثبت أن غضبها سلام الله عليها ظل ساريا إلى أن انتقلت إلى الملكوت الأعلى .

3- الأمر الآخر الذي يدل عليه الحديث هو عصمتها صلوات الله عليها .. فمعنى أنها لا تغضب لباطل اي أن كل غضبها حق لا هوى فيه ولا عاطفة ولا مصلحة شخصية أو ماشابه .. وهو عبارة أخرى عن العصمة .

4- أن السيدة الصديقة عليها السلام قد أحاطت علما بالشريعة كاملة .. لأنها لو غضبت مرة لأجل جهل بمسألة دينية لكان غضبها باطلا وهو منفي عن ساحتها المقدسة .

5- أن من يتبعها فهو على حق ومن يخالفها فهو على باطل .

ومنه يعلم أي فرقة ناجية .

وهناك نقاط أخرى مستفادة نعرض عن ذكرها إختصارا .

هذا الحديث بمفرده ضربة قاسية وموجعة ومنهية لأولئك الذي تربعوا على عرش القداسة لدى المذهب الآخر .
ولكي يوثق حقيقتهم أكثر ويكشف زيف قداستهم أورد حديثا آخر أكثر وضوحا وصراحة ..
" أنا فَرَطُكُمْ علَى الحَوْضِ، ولَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجالٌ مِنكُم ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فأقُولُ: يا رَبِّ أصْحابِي، فيُقالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما أحْدَثُوا بَعْدَكَ " .

ولكي يزيد الأمر وضوحا أورد الحديث التالي :
" إنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ علَى الإمارَةِ، وسَتَكُونُ نَدامَةً يَومَ القِيامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وبِئْسَتِ الفاطِمَةُ "
أعتقد بضميمة هذه الأحاديث مع بعضها تكون الصورة واضحة جدا ..
فرسول الله صلى الله عليه وآله روحي فداه بعد مسجى ولما يدفن جسده الشريف كانوا هناك في سقيفة بني ساعدة يتنازعون على الإمارة !

وهذه تعد إحدى معاجز الرسول صلى الله عليه وآله بإخباره بالغيب وتحققه تماما كما أخبر صلوات الله عليه وآله .

والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق