بسم الله الرحمن الرحيم
مستحبات التجارة ومكروهاتها
التجارة من أهم مصادر المعيشة للإنسان ومن أفضل طرقها , وقد حث عليها الإسلام كثيرا كقوله تعالى :
"فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن
فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
وقوله تعالى : " وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ " .
بل جعلها الإسلام عبادة , فالعمل لطلب الرزق محبوب عند الله عزوجل حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " العِبَادَهُ سَبعُونَ جُزءاً أفضَلُهَا طَلَبُ الحَلالِ"
وقال مولانا وسيدنا أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام : " مَنْ
طَلَبَ الرِّزْقَ فِي الدُّنْيَا
اسْتِعْفَافاً عَنِ النَّاسِ ، وَ تَوْسِيعاً عَلَى أَهْلِهِ ، وَ تَعَطُّفاً
عَلَى جَارِهِ ، لَقِيَ الله عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ وَجْهُهُ
مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ "
وقال مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : " إن الله تبارك وتعالى ليحب الاغتراب في
طلب الرزق "
وقال مولانا وسيد الموحدين علي أمير المؤمنين عليه السلام : " تعرضوا للتجارات فإن لكم فيها غنى عما في أيدي الناس "
وقال صلوات الله عليه : " اتجروا بارك الله لكم، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: الرزق عشرة أجزاء: تسعة أجزاء في التجارة، وواحد في غيرها "
وقال الإمام الصادق عليه السلام : " من لزم التجارة استغنى عن الناس "
وقال الإمام الصادق عليه السلام : " من لزم التجارة استغنى عن الناس "
ولأن التجارة قد يقع فيها محرم أو مكروه لذا وجب تعلم أحكامها الشرعية كما قال مولانا وسيدنا جعفر الصادق عليه السلام : " من أراد
التجارة فليتفقه في دينه ليعلم بذلك ما يحل له مما يحرم عليه ، و من لم يتفقه في
دينه ثم اتجر تورط في الشبهات"
وفي هذا المقالة سنتناول مستحبات التجارة ومكروهاتها على أمل أن نتناول محرماتها في مقالة أخرى إن شاء الله تعالى
مستحبات التجارة
الأول : الإجمال في طلب الرزق
فعن سيد الخلق أجمعين صلوات الله عليه وآله الطاهرين أنه قال : " ألا إن الروح الامين نفث
في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في
الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله فإن الله
تبارك وتعالى قسم الارزاق بين خلقه حلالا ، ولم يقسمها حراما ، فمن اتقى الله
وصبر أتاه الله برزقه من حله ، ومن هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير
حله قص به من رزقه الحلال ، وحوسب عليه يوم القيامة "
وقال صلى الله عليه وآله : " اتقوا الله وأجملوا في الطلب , خذوا ما حل ودعوا ما حرم "
الثاني : إقالة النادم في البيع والشراء
لقول مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام : " أيّما
عبد أقال
مسلماً في
بيع ، أقاله
الله عثرته
يوم القيامة"
وقوله عليه السلام : " أربعةٌ ينظر الله عزّ وجلّ إليهم يوم القيامة : مَن أقال نادماً ، أو أغاث لهفان ، أو أعتق نسمةً ، أو زوّج عزباً "
الثالث : التسوية بين المتبايعين في السعر
عن أبي عبد الله عليه السلام : "قال في رجل عنده (مبيع) فسعره سعرا معلوما فمن سكت عنه ممن يشتري منه باعه بذلك السعر ومن ماكسه وأبى أن يبتاع منه زاده(2) قال: لو كان يزيد الرجلين والثلاثة لم يكن بذلك بأس فأما أن يفعله بمن أبى عليه وكايسه و يمنعه ممن لم يفعل ذلك فلا يعجبني إلا أن يبيعه بيعا واحدا "
عن أبي عبد الله عليه السلام : "قال في رجل عنده (مبيع) فسعره سعرا معلوما فمن سكت عنه ممن يشتري منه باعه بذلك السعر ومن ماكسه وأبى أن يبتاع منه زاده(2) قال: لو كان يزيد الرجلين والثلاثة لم يكن بذلك بأس فأما أن يفعله بمن أبى عليه وكايسه و يمنعه ممن لم يفعل ذلك فلا يعجبني إلا أن يبيعه بيعا واحدا "
الرابع : أن يأخذ لنفسه ناقصا ويعطي راجحا بحيث لا يؤدي إلى الجهالة
عن أبي عبد الله عليه السلام : " ان فيكم خصلتين هلك بهما من قبلكم من الامم ، قالوا : وما هما يا ابن رسول الله ؟ قال : المكيال والميزان "
وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : مر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على جارية قد اشترت لحما من قصاب وهي تقول : زدني ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، : زدها فإنه أعظم للبركة "
الخامس : أن يكون سهل الشراء , سهل القضاء , سهل الإقتضاء
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى يحب العبد يكون سهل البيع، سهل الشراء، سهل القضاء، سهل الاقتضاء "
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : بارك الله على سهل البيع، سهل الشراء، سهل القضاء، سهل الاقتضاء "
السادس : المبادرة إلى الصلاة في أول وقتها وترك الإشتغال بغيرها
لقوله تعالى " رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ "
السابع : البيع عند حصول الربح
لقول مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السللام في خبر هاشم : " ما من احد يكون عنده سلعة أو بضاعة إلا قيض الله عزوجل له من يربحه فان قبل وإلا صرفه إلى غيره وذلك أنه رد بذلك على الله عزوجل "
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : مر النبي (صلّى الله عليه وآله) على رجل معه سلعة يريد بيعها، فقال صلوات الله عليه وآله : عليك بأول السوق
الثامن : ذكر الله في الأسواق
لقول مولانا الصادق عليه السلام " من ذكر الله عزوجل في الأسواق غفر الله له بعدد أهلها "
ورُوِيَ عن الإمام علي بن موسى الرِّضَا ( عليه السَّلام ) عَنْ آبَائِهِ (
عليهم السلام ) أنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله
): "مَنْ قَالَ حِينَ يَدْخُلُ السُّوقَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ
لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ
الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ، وَ هُوَ حَيٌّ لَا
يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،
أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَا خَلَقَ اللَّهُ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ"
وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا دخلت سوقك فقل: " الهم إني أسألك
من خيرها وخير أهلها وأعوذبك من شرها وشر أهلها، اللهم إني أعوذ بك من أن
أظلم أو اظلم أو أبغي أو يبغى علي أو أعتدي أو يعتدى علي اللهم إني أعوذ بك
من شر إبليس وجنوده وشر فسقة العرب والعجم وحسبي الله لا إله إلا هو، عليه
توكلت وهو رب العرش العظيم "التاسع : البكور في طلب الرزق
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : " اللهم بارك لأمتي في بكورها "
وعن مولانا الصادق عليه السلام : " تعلموا من الغراب ثلاث خصال : استتاره بالسفاد ، وبكوره في طلب الرزق ، وحذره "
وعن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «لجلوس الرجل في دبر صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أنفذ في طلب الرزق من ركوب البحر» فقلت: يكون للرجل الحاجة يخاف فوتها، فقال: «يدلج فيها وليذكر الله عزوجل فإنه في تعقيب ما دام على وضوئه"
العاشر : تجربة أكثر من وسيلة للرزق وملازمة ما ينفع
عن أبي عبد الله عليه السلام : " إذا نظر الرجل في تجارة فلم ير فيها شيئا فليتحول إلى غيرها "
وعنه عليه السلام : " من الناس من رزقه في التجارة ومنهم من رزقه في السيف ومنهم من رزقه في لسانه "
وعنه عليه السلام : " غذا رزقت في شيء فالزمه "
عن أبي عبد الله عليه السلام : " إذا نظر الرجل في تجارة فلم ير فيها شيئا فليتحول إلى غيرها "
وعنه عليه السلام : " من الناس من رزقه في التجارة ومنهم من رزقه في السيف ومنهم من رزقه في لسانه "
وعنه عليه السلام : " غذا رزقت في شيء فالزمه "
الحادي عشر : اجتناب معاملة من ينفق ماله في معصية الله تعالى
قال مولانا الصادق عليه السلام : " إذا رأيت الرجل يخرج من ماله في طاعة الله عزوجل فاعلم أنه أصابه من حلال وإذا أخرجه في معصية الله عزوجل فاعلم أنه أصابه من حرام"
الثاني عشر : " اختيار شراء الجيد وبيعه
فعن عاصم بن حميد قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : أي شيء تعالج ؟ قلت أبيع الطعام , فقال لي : اشتر الجيد وبع الجيد , فإن الجيد إذا بعته قيل له : بارك الله فيك وفي من باعك "
قال مولانا الصادق عليه السلام : " إذا رأيت الرجل يخرج من ماله في طاعة الله عزوجل فاعلم أنه أصابه من حلال وإذا أخرجه في معصية الله عزوجل فاعلم أنه أصابه من حرام"
الثاني عشر : " اختيار شراء الجيد وبيعه
فعن عاصم بن حميد قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : أي شيء تعالج ؟ قلت أبيع الطعام , فقال لي : اشتر الجيد وبع الجيد , فإن الجيد إذا بعته قيل له : بارك الله فيك وفي من باعك "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق