الأربعاء، 18 مارس 2015

الإنسان بين الرؤية المادية والرؤية الإسلامية ( الواقعية ) -3



هذا منهج ...
أما المنهج الآخر فإليك قليلا من نماذجه النظرية ..

قال رسول الرحمة والإنسانية صلوات الله عليه وآله وسلم : " الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيته السرور "
وقال ايضا صلى الله عليه وآله : " الناس سواء كأسنان المشط "
وقال تلميذه الأطهر باب مدينة علمه أمير المؤمنين عليه السلام : " الناس صنفان : اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق "
وقال ايضا صلوات ربي عليه : " ايها الناس ان آدم لم يلد سيدا ولا أمة وان الناس كلهم أحرار"
وقال سلام الله عليه : " الناس في الحق سواء " .. " الناس إلى آدم شرع سواء "
وقال سلام الله عليه : " اعرفوا الحق لمن عرفه لكم , صغيرا كان أو كبيرا , وضيعا كان أم رفيعا "
وقال عليه السلام :" إختر أن تكون مغلوبا وأنت منصف ولا تختر أن تكون غالبا وأنت ظالم"
وقال حفيده الامام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليهما : " ان لله عبادا في الأرض يسعون في قضاء حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة " .
وقال حفيده زين العباد مولانا علي بن الحسين صلوات ربي عليهما  لابنه الامام محمد الباقر عليه السلام: افعل الخير إلى كل من طلبه منك ، فإن كان له أهل ، فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن بأهل  كنت أنت أهله , وإن شتمك رجل عن يمينك ، ثم تحول إلى يسارك ، واعتذر إليك فاقبل عذره 
 .
ومن النماذج العملية :
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه فرآه رجل من المشركين والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل فقال رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمدا فجاء وشد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف: ثم قال: من ينجيك مني يا محمد؟ فقال: ربي وربك فنسفه جبرئيل (عليه السلام) عن فرسه فسقط على ظهره، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ السيف وجلس على صدره وقال: من ينجيك مني يا غورث فقال: جودك وكرمك يا محمد، فتركه فقام وهو يقول: والله لأنت خير مني وأكرم .
"عن أنس بن مالك قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة قال أنس فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء"
لمّا رحل  صلوات الله عليه وآله عن ثقيف بعد أن ذاق منهم الهوان والعذاب، قال له رجل من أصحابه: يا رسول الله ادع عليهم. فقال صلى الله عليه وآله: اللّهمّ أهد ثقيفاً وأت بهم .
ومن عظيم عفوه صلوات الله عليه وآله ما تجلى يوم فتح مكة , فبالرغم من تلك المعاناة والعذاب الذي صبه قريش عليه صلوات الله عليه وعلى أتباعه أيام دعوته وبعد هجرته وبالرغم من مكائدها وحروبها وجمعها على حربه صلى الله عليه وآله فإنه صلى الله عليه وآله وقف على باب الكعبة – بعد الفتح – وقال :
" يامعشر قريش ماذا تقولون وماذا تظنون اني فاعل بكم ؟ قالوا نظن خيرا . أخ كريم وابن أخ كريم , قال صلى الله عليه وآله : وإني أقول كما قال أخي يوسف : لا تثريب عليكم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين , اذهبوا فأنتم الطلقاء " .
أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رهطٌ من الشيعة، فقالوا: يا أمير المؤمنين، لو أخرجتَ هذه الأموال ففرّقتَها في هؤلاء الرؤساء والأشراف، وفضّلتَهم علينا، حتى إذا استوسقت الأُمور عدتَ إلى أفضل ما عوّدكَ الله من القسم بالسويّة، والعدل في الرعيّة!! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أتأمرونّي - ويحكم - أن أطلب النصر بالظلم والجور فيمن وُلّيتُ عليه من أهل الإسلام!! لا والله، لا يكون ذلك ما سمر السمير، وما رأيتُ في السماء نجماً، والله لو كانت أموالهم مالي لساويتُ بينهم، فكيف وإنّما هي أموالهم
أتت امرأتان عليا عليه السلام عند تقسيم الفيء، إحداهما من العرب، والاُخرى من الموالي، فأعطى كلّ واحدة خمسة وعشرين درهماً وكرّاً من الطعام.
فقالت العربيّة: يا أمير المؤمنين، إنّي امرأة من العرب، وهذه امرأة من العجم!! فقال عليّ عليه السلام : إنّي والله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفيء فضلاً على بني إسحاق
ولّى سلام الله عليه  بيتَ مالِ المدينة عمّارَ بن ياسر وأبا الهيثم بن التيّهان، فكتب إليهما: العربي والقرشي والأنصاري والعجمي وكلّ من كان في الإسلام من قبائل العرب وأجناس العجم سواء.
فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود، فقال: كم تعطي هذا؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كم أخذتَ أنتَ؟ قال: ثلاثة دنانير، وكذلك أخذ الناس. قال: فأعطوا مولاه مثل ما أخذ؛ ثلاثة دنانير.
قدم عبد الله بن زمعة على عليٍّ (عليه السلام) في خلافته، وكان من شيعته، فطلب منه مالاً، فقال: إنَّ هذا المال ليس لي ولا لك، وإنّما هو فيء للمسلمين، وجلب أسيافهم، فإن شركتهم في حربهم كان لك مثل حظّهم، وإلاّ فجناة أيديهم لا تكون لغير أفواههم .
عن شريح القاضي، قال: لمّا توجّه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى قتال معاوية افتقد درعاً له، فلمّا رجع وجدها في يد يهودي يبيعها بسوق الكوفة، فقال: يا يهودي، الدرع درعي، لم أهب ولم أبع.
قال اليهودي: درعي، وفي يدي.
فقال: بيني وبينك القاضي.
قال: فأتياني، فقعد عليٌّ إلى جنبي، واليهودي بين يدي، وقال (عليه السلام): لولا أنّ خصمي ذمّي لاستويت معه في المجلس ; ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أصغروا بهم كما أصغر الله بهم.
ثمَّ قال: هذا الدرع درعي، لم أبع، ولم أهب.
فقال لليهودي: ما تقول.
قال: درعي وفي يدي.
قال شريح: يا أمير المؤمنين، هل من بيّنة؟
قال: نعم، الحسن ابني وقنبر يشهدان أنَّ الدرع درعي.
قال شريح: يا أمير المؤمنين، شهادة الابن للاب لا تجوز.
فقال عليٌّ: سبحان الله، أرجلٌ من أهل الجنّة لا تجوز شهادته ; سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.
فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدَّمني إلى قاضيه. وقاضيه يقضي عليه ; أشهد أنَّ هذا الدين على الحق، وأشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن محمّداً عبده ورسوله، وأنّ الدرع درعك يا أمير المؤمنين، سقط منك ليلاً.
وتوجّه مع عليٍّ يُقاتل معه بالنهروان فقتل .
ولى عليه السلام ابا الأسود الدؤلي القضاء ساعة من نهار ثمَّ عزله، فقال له: لِمَ عزلتني؟ فوالله ما خنت ولا خونت. قال: بلغني أنَّ كلامك يعلو كلام الخصمين إذا تحاكما إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق