الأول : ان العدم لا شيئية له ومن ثم لايطلق الشيء إلا على ماهو موجود .. حيث لا واسطة بين الوجود والعدم .
فظهر بطلان قول من أثبت الواسطة بينهما .
الثاني : الموجود والشيء بينهما نسبة التساوي .. وشاهده قوله تعالى :
" وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ " .
فنفى الله تعالى شيئية الماء ولم ينف الشيئية مطلقا ؛ لأنه لم يجد الماء لكن وجد الله تعالى .. لذا يصح إطلاق لفظ ( شيء ) على الله تعالى .
ولو لم يصح ذلك لنفى الله تعالى الشيئية مطلقا لكنه لم يقع .
كذلك يصح إطلاق لفظ " موجود " على الله تبارك وتعالى ..
" ووجد الله عنده " فهو تعالى موجود .
الثالث : الشيء يطلق على الموجود .. الأعم من الخارجي والذهني ، قال تعالى :
" والله بكل شيء عليم " .. وما في الذهن يعلمه الله تعالى .. فهو شيء .
الرابع : بطلان تقرر الماهية بمعزل عن الوجود .. فالتشيء ( تقرر الذات ) منتف قبل الوجود .
فظهر عدم صحة قول المحقق الميرداماد رحمه الله :
" انّ صدور الشىء هو تقرّره و وجوده من تلقاء الغير فهو معنى آخر وراء تقرّره و وجوده فى نفسه بالذات و بالاعتبار جميعا. "
كذلك لاح عدم صحة ما وجّه به صدر المتألهين قدس سره قول العرفاء عن مبدأ وقوع الشر من الإنسان .. حيث حاول التفرقة بين الشيئية والوجود .. حيث قال في مفاتيح الغيب :
" فإن قيل : أين للمعدوم لسان يسأل بها ؟
فالجواب أن لكل موجود قبل وجوده الظهوري أطوارا من الكون وللأشياء مواطن ومكامن يشار إلى بعضها بقوله صلى الله عليه وآله : " إن الله خلق الخلقَ في ظلمة " .. إلى أن قال : نعم ، ذلك الخلق وهو المعبر عنه ب ( الشيئية ) دون ( الوجود ) ليس عن سؤال منهم ولا بأمر منه يلقيه إليهم ، بل هو بحسب صفاته وأسمائه مشيّىء الأشياء ، كما هو بحسب فعله وجوده مُوجِد الموجودات ... "
ومِن مثله من المفترض أن لا يصدر ذلك .
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق