عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب .
عن الإمام علي (عليه السلام) : العقل رسول الحق
وعنه (عليه السلام) : إن الله سبحانه يحب العقل القويم والعمل المستقيم
وعنه (عليه السلام) : الدين لا يصلحه إلا العقل
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، إن لله على الناس حجتين:
حجة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وأما الباطنة فالعقول
الآيات الكريمة والروايات الشريفة التي تتحدث عن العقل والعقلاء كثيرة جدا
بل أول كلمة قرآنية نزلت على رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله بعد البسملة هي " اقرأ " والقرآءة يلزمها فهم وتدبر والفهم والتدبر يلزمهما وجود معرفة قبلية على اساسها يكون التمييز بين المدركات التي نفهمها ونتدبرها وإلا على أي أساس سنفهم ما نقرأ ؟!
الله تعالى مدح العقلاء وأهل الفكر والنظر والدليل والبرهان .. لكن السؤال كيف يتم تحصيل ذلك البرهان والدليل ؟ وماهو الميزان الذي به يكون العاقل عاقلا ويستطيع التمييز واختيار الأحسن والأكمل في الأفكار والعقائد والأديان والمذاهب ؟؟
من الطبيعي أن أبدأ بفهم ما يعرض علي من افكار فابدا بمعرفة ماهية هذه الفكرة وماذا تعني وخصائصها
أي أكوّن تصورا واضحا عنها ..
بعد ذلك أنظر في أدلتها وبراهينها فإذا توافقت مع المبدأ الأولي الذاتي لمعرفة الحقيقة والكشف عنها صدقت بها .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) : إن الله خص عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، وقال عز وجل: (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتب أن لا يقولوا على الله إلا الحق) وقال : (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله "
والعلم المراد به ما عليه البرهان " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "
والبرهان يلازمه العلم والعلم يلازمه البرهان قال تعالى " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون "
ودليله قوله تعالى " ومن يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون "
فمعناه أن افتراض شريك للباري تعالى هذا مما لا برهان عليه ولا سبيل إلى ذلك .. هذا أمر مستحيل لا وجود له ولن يوجد فالله تعالى لا يعلم به لأنه عدم محض فلا يتعلق به العلم أصلا فلا شيئية له بالتالي لا برهان له .
فالعلم يتعلق بالواقعيات وما يترتب عليها لا الموهومات فجميع العقائد والأفكار التي لا برهان عليها لا يتعلق بها العلم فلا شيئية لها .
أما هذه الموهومات فيطلق عليها ( الظن ) حيث يشمل مادون العلم من الوهم والشك والظن المنطقي .
( ومالهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا )
والعلم البرهاني قوامه على التعريف وشروط وطرق الإستدلال ..
وإلا لا يتحقق ما ذكرناه سابقا من التصور والتصديق
من هنا كانت أهمية المنطق العظمى .
فكما أنه ضرورة عقلية كذلك هو ضرورة قرآنية مفروغ عنها .
وإلا لا يتحقق العلم الذي أمرنا الله تعالى به .
هذه القواعد العقلية نسميها منطقا نسميها أصول العلم اليقيني نسميها قواعد معرفة الحقيقة نسميها اي اسم كان ليست مشكلة
المهم أنه لابد من تحصيل قواعد التصور والتصديق ليتحقق العلم الذي أمرنا الله تعالى يتحصيله .
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق